ركوة – منذ أن ضرب زلزال 6 شباط/فبراير 2023 جنوبي تركيا بدأ جمع التبرعات والإغاثات بمختلف أنواعها للمتضررين وبعضها تم عبر حسابات بنكية شخصية فما مدى قانونية ذلك؟
وبرر البعض هذه الحملات بإهمال المنظمات المعنية لبعض الاحتياجات الأساسية من جهة وفداحة الأضرار وعدم القدرة على معالجتها جميعها وتغطية كافة المناطق والفئات من جهة أخرى.
ولهذا قام البعض بجمع التبرعات أو دفعها لجامعي أموال دون امتلاك ترخيص رسمي ما يثير مخاوف بشأن قانونية هذا التصرف وما يمكن أن يتسبب به من تبعات لاحقة.
وتسببت زلازل تركيا بوفاة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّفت دماراً مادياً كبيراً وتسببت في تشريد الملايين عن منازلهم ومناطقهم في نحو 11 ولاية.
قانونية جمع التبرعات لمتضرري زلزال تركيا
القانون التركي يمنع جباية التبرعات دون إذن رسمي من وزارة الداخلية ويشترط أن تتم عبر جمعية أو منظمة مرخصة وفق معاييره.
كما يشترط أن يكون لدى الجمعية أو المنظمة حساب مصرفي باسمها حسبما ذكره المحامي السوري غزوان قرنفل ونقلته جريدة عنب بلدي.
وتخضع الحسابات البنكية التابعة للجميعات والمنظمات المرخصة للرقابة، فلا يجوز السحب منها دون تقديم توضيح الأسباب.
وتجري كل خطوة وكل حركة بنكية لتلك الحسابات بعلم السلطات المختصة ومع تقديم الفواتير والإيصالات اللازمة.
تنطبق قيود متشابهة على الحسابات الشخصية، فيجب تبرير سبب استلام مبالغ لاسيما إن كانت كبيرة وبيان مصدرها.
على من تقع مسؤولية المخالفات القانونية؟
وأي مخالفة قد تحصل في هذا الإطار تكون تحت طائلة إغلاق الحساب البنكي أو تجميده وفي بعض الحالات الإحالة للقضاء وفق ما ذكره قرنفل.
ووفق المصادر تقع مسؤولية جمع التبرعات على عاتق جامعها ولا ضرر على المتبرع إلا في حال تم إثبات أن مصدر تلك الأموال غير مشروع.
وقد تؤدي تلك المخالفة إلى حجز الأموال التي جمعت وإحالة جامع التبرعات للقضاء بجريمة جباية الأموال بشكل غير قانوني والإثراء بلا سبب.
وعن جمع التبرعات لمتضرري زلزال تركيا كان المحامي السوري غزوان قرنفل قد علق على إحدى الحملات لجمع التبرعات بعنوان “أمة واحدة” متسائلاً: “أين السوريين الناجين في تركيا من حسابات تلك الحملة”.
وأضاف في منشور عبر فيسبوك: “هؤلاء اليوم مشردون بلا مأوى ولا عمل، فلماذا يتم تجاهلهم”.
ورأى قرنفل أن “الأولوية بالنسبة لهؤلاء ليست الحصص الغذائية فهذا مقدور عليه مجتمعيا، إنما الأولوية تمويل عملية إسكان هؤلاء لمدة عام كامل ليتدبروا أمور عملهم وحياتهم”.
كانت تركيا قد شهدت منذ 6 شباط/فبراير الماضي زلزلازل ضرب جنوبي البلاد ووصل تأثيره إلى مناطق شمالي وغربي سوريا.
وبدأت تلك الزلازل بزلزالين عنيفين بلغت قوتهما 7.7 و7.6 درجات على مقياس ريختر وتلاهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.