ركوة – لفتت تقارير صحفية تركية الأضواء إلى عادة قديمة مستمرة حتى يومنا هذا تتعلق بقيام خطيب الجمعة في بعض المناطق والجوامع برفع السيف فوق المنبر خلال إلقاءه الخطبة.
ونقلت وكالة الأناضول قصة خطيب الجامع القديم في ولاية أدرنة الذي يحافظ منذ سنوات في تقليد صعوده على المنبر وإلقاء خطب الجمع والأعياد حاملاً بيده سيف تاريخياً.
وتشير بعض الروايات إلى أن أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من رفع السيف رغم أن غالبية المصادر لم تحدد تاريخاً محدداً لبدء هذا الفعل.
وحسبما ذكره مؤذن “المسجد القديم” إسماعيل شين فإن خطيب الجمعة الذي يرفع السيف ويصعد به إلى المنبر إرث عثماني قديم يرتبط بمراسم تنصيب السلاطين.
إرث السيف وخطيب الجمعة
وكانت تلك المراسيم تتم في الجامع أيام الجمعة وفي ذلك الوقت يصعد السلطان إلى المنبر لأداء أول خطبة وبيده السيف ويعتبر كذلك سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان رئيس الشؤون الدينية علي أرباش خطيب الجمعة الأول في مسجد آيا صوفيا في إسطنبول شمال غربي تركيا بعد 86 عاماً.
ففي عام 2020 حيث تم ذلك حمل المسؤول التركي معه السيف كما فعل السلاطين العثمانيون وصعد به المنبر لأداء الخطبة التاريخية الأولى من نوعها.
ووفق ما نقلته صحيفة حريات فإن استخدام السيف له أهمية خاصة في التاريخ التركي إذ يعتبر تخليداً لحدث ما أو يمثل حالة السيادة والسمو في الدولة.
وتعتبر أدرنة أولى عواصم العثمانيين كما يعتبر جامع السليمية فيه الأكثر شهرة ويعتبر تحفة معمارية وحضارية من أشهر أعمال المهندس معمار سنان آغا.
خطبة اليوم
يذكر أن خطبة الجمعة الأخيرة في 31 آذار/مارس والصادرة عن رئاسة الشؤون الدينية في تركيا ركزت على الزكاة والإنفاق كضرورة لتقوية الوحدة والتضامن.
وتأتي أهمية الموضوع بعد كارثة زلزال تركيا والتي أكدت أهمية تعاون الشعوب وتضامنهم فيما بينهم في أفراحهم وأتراحهم للخروج من المحن بأسرع وقت.
ولفت خطيب الجمعة في تركيا إلى أهمية الإنفاق في سبيل الله وإلى أن الزكاة هي بلسم لكل قلب مكسور وشفاء لكل حزين ويد الرحمة لكل متعب.
كما جاء ذكر للآية القرآنية عن صفات المؤمنين: “وفي أموالهم حق للسائل والمحروم” والآية: “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين”.