ركوة – أثارت زلازل تركيا الأخيرة في مناطق الجنوب والوسط تخوف السكان والسلطات من زلزال أو هزات قد تضرب ولاية إسطنبول لتدق الدولة ناقوس الخطر وتتعامل مع التحذيرات باستعدادت مختلفة.
وقررت السلطات التركية في إسطنبول وولايات عديدة الاستعداد لأي زلزال عبر إفراغ وحدات سكنية غير مقاومة للزلازل ونقل سكانها لمناطق أخرى وإخلاء أي مبان مهددة بالضرر أو التهدم جراء أي زلازل محتملة.
وأكد وزير البيئة والتطوير العمراني والمناخ مراد كوروم عزم السلطات نقل 1،5 مليون ونصف وحدة سكنية غير مقاومة للزلازل في إسطنبول إلى منطقتين آمنتين في الشطرين الأوروبي والآسيوي.
كما نقلت قناة NTV التلفزيونية التركية معلومات تفيد بإخلاء مستشفى كياغيثان الحكومي في إسطنبول بعدما تبين أنه غير مقاوم للزلازل.
وقررت السلطات التركية في الوقت ذاته إيقاف العمل في عدد من مبان كلية الطب بجامعة إسطنبول بسبب نتائج التفتيش التي أوضحت عدم كفاية مقاومة تلك المباني للزلازل.
وقبل أيام بدأت بلدية مدينة إسطنبول هدم أول 318 مبنى يبلغ عدد سكانها حوالي 10 آلاف نسمة لوقوع هذه المباني ضمن مناطق محفوفة بخطر الانهيار.
ونقلت السلطات التركية أيضاً نحو52 ألف تلميذ من 93 مدرسة تنتمي لنفس الفئة حسبما رصدته ركوة عن قناة إن تي في ووسائل إعلام تركية.
ونقل المباني واستبدالها بجديدة ليست خطوة أولى من نوعها في إسطنبول، إذ سبق وجرى ذلك في أعقاب زلزال إزميت عام 1999، وحينها أطلقت الحكومة التركية مشروعا لاستبدال المباني القديمة في المدينة.
لكن هذه الخطوة تندرج في إطار مشروع التحول الحضري الذي أطلقته الحكومة في تركيا ضمن منطقة مرمرة المعرضة للزلازل، وهي القوة الصناعية للبلاد في جزء الشمال الغربي.
زلازل تركيا وتدابير الدولة في إسطنبول
ودعا رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو السكان إلى فحص هياكل الأبنية الخطرة قائلاً إن القضية مسألة حياة عاجلة.
وأردف: “يتعين على السلطات المعنية في المدينة، الكشف على جميع المباني من أجل معرفة الصورة الواقعية للوضع العمراني وإيجاد الحلول اللازمة”.
وأكيد وزير البيئة التركي عزم السلطات تأمين مبان بديلة عن تلك المهددة أو الواقعة ضمن مناطق الخطر في مناطق أخرى صلبة وآمنة فضلاً عن المساعدة في تجاوز محنة زلازل جنوبي تركيا.
ولفت الوزير إلى أن السلطات ستقلل في الفترة المقبلة من كثافة الإنشاءات وتعزز المناطق الصناعية ضد الزلازل.
من ناحية أخرى أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له اليوم التخطيط لإنشاء “نموذج الدرع الوطني لمواجهة المخاطر” على أن الاجتماع الأول بهذا الشأن يوم الجمعة القادم.
وتحدث أردوغان عن إنشاء صندوق إعادة إعمار الكوارث حتى تتمكن المدن المتضررة من الزلازل من التعافي بسرعة، نظراً إلى أن زلزال 6 شباط/فبراير كان مدمراً وأثر على نحو 500 كم جنوبي البلاد.
ولفت الرئيس إلى ما وصفه الدمار الكبير في الولايات التركية التي ضربها الزلزال متابعاً: “مناطقنا تمر بعاصفة من الزلازل ولا يمكننا منعها ولكن مهمتنا هي بناء منازل مقاومة للزلازل”.
خطر الزلازل
وتتضمن إسطنبول أكثر من ربع مليون بناء شيد ما قبل عام 1980 وأكثر من نصف مليون مبنى شيد ما بين 1980 و2000 فيما تتبقى ما نسبته 30% من المبان في الولاية بنيت بعد عام 2000.
ولطالما حذر علماء الجيولوجيا من زلزال خطير في إسطنبول بسبب وقوع الولاية عند تقاطع الصفائح التكتونية الأناضولية والأوراسية على بُعد 15 إلى 20 كيلومتراً جنوب فالق شمال الأناضول، الذي يمر أسفل بحر مرمرة.
ويتحدث خبراء الزلازل عن سيناريوهين حسبما ترجمت ركوة عن جريدة صباح التركية قد يحدثا أولهما زلزال بدرجة 6،5 إلى 7،0 أو في كسر صدعين معاً قد تصل شدة الزلزال في السيناريو الثاني إلى 7،5.
ويستند الخبراء إلى انفصال شطران أرضيان عن بعضهما كل 500 عام وهو ما تعاني منه إسطنبول تاريخياً من خلال زلزال عام 1509 الذي أدى لتدمير 1070 مبنى و109 مساجد وتسبب في وفاة نحو 5000 شخص.
وكان زلزال مدمر قد وقع زلزال في آب/أغسطس 1999 بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر، أوقع أكثر من 17 ألف قتيل شمال غربي تركيا، وألف قتيل في إسطنبول.
يذكر أن مرصد كانديلي في تركيا قد طور نظام إنذار مبكر يهدف إلى التنبيه لوقوع هزات قبل أن تحصل “لكن إسطنبول قريبة من خط الصدع” ما يجعل تلك الأنظمة غير فعالة نسبياً.