ركوة – منازل قد لاتصلح للسكن بل حتى كحظائر تجدها ضمن إعلانات للإيجار أو البيع في تركيا بأسعار فوق الخيال ورغم تحرك السلطات ومكافحتها تلك الظاهرة لاسيما بعد زلزال جنوبي تركيا إلا أنها في تصاعد مستمر وكبير تضاعف منذ رفع الحد الأدنى للأجور.
فوق المعقول يصر بعض التجار على عرض منازلهم للإيجار أو البيع حتى لو كانت منازلهم غير صالحة للسكن وحتى إن كانت متضررة من الزلزال أو مهدمة في استغلال واضح للكوارث والأزمات.
في بعض المناطق قد يكلف إيجار منزل مؤلف من غرفة واحدة غير مفروشة وغير مؤهلة للإقامة ووضعها غير قانوني أصلاً ما يزيد عن 6000 ليرة.
منازل في تركيا بأسعار فوق الخيال!
يضاف مبلغ 6000 إيجار أول شهر (إن لم يطلب 6 أشهر أو سنة) إلى جانب 6000 أجرة المكتب العقاري و6000 مبلغ تأمين (إن لم يطلب شهرين أو 3 على الأقل).
وتقريباً فإنّ 18 ألف ليرة عدا أجرة نقل أثاث المنزل قد تكلفك السكن في منزل ضمن أول شهر وبعدها يترتب عليك دفع 6000 شهرياً.
كل ذلك سيكون جيداً على الأقل إن لم يقم صاحب المنزل بافتعال مشكلة وإجبارك على المغادرة بوسائل مختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن تلك الأرقام تقريبية وتختلف من ولاية أخرى ارتفاعاً وانخفاضاً لكن يمكن القول إن العديد من الولايات الكبرى في تركيا تعيش تلك الأزمة.
يتحدى البعض القوانين والتوجيهات والتعليمات الرسمية الصارمة ضد كل من يحاول استغلال حاجة الناس وكوارثهم وأزماتهم.
ورغم الكثير من العقوبات التي طالت العديد من المخالفين إلا أن أزمة إيجارات المنازل في تصاعد كبير.
أزمة مضاعفة على السوريين
ولدى بعض الأجانب خاصة السوريين مشكلة إضافية تتعلق بالمنطقة فبعض المناطق لا يسمح بتثبيت النفوس بها.
وجعل ذلك الأسعار ضمن المناطق المسموحة مضاعفة بشكل أكبر رغم محاولة السلطات الحد من ذلك وحماية كل السكان سواء كانوا مواطنين أو أجانب.
وعن ذلك نشر الصحفي السوري يوسف ملا صورة منزل في منطقة بغجيلار في إسطنبول قائلاً إنها أثارت غضباً واسعاً بين الرواد.
ويرجع السبب إلى أنها عرضت للإيجار مقابل 8500 ليرة رغم كونها أرضية وبحال يرثى لها حسبما تشاهدها ضمن الصورة.
كما نشرت صفحة كوزال معلومات عن صاحب منزل حاول إقناع مستأجر بالبقاء في منزله المتضرر من الزلزال رغم تصنيفه من البلدية بأنه خطير.
وحسب التفاصيل فإن صاحب المنزل قرر بالبداية زيادة مبلغ الإيجار من 2500 إلى 7000.
ودفع ذلك السعر الفاحش المستأجر للخروج قبل أن يبدأ صاحب البيت المفاوضات عندما علم بتقرير البلدية.
“إن خليت خربت” ولا يمكن التعميم
حول منازل للآجار في تركيا تؤكد فاطمة عهد المثل القائل “إن خليت خربت” وبأن العديد من أصحاب المنازل ومنها صاحب بيتها لازالت الرحمة في قلوبهم.
وتذكر السيدة أن صاحب المنزل رفع سعر الإيجار فقط من 500 إلى 750 عدا عن الهدايا التي يقدمها للعائلة.
ولهذا فإن جميع ما ورد في التقرير لا يمكن تعميمه إطلاقاً إنما هي أزمة نسبية في تصاعد خطير مع استغلال البعض لحالة الأزمات والكوارث المحلية والعالمية.
وعدا عن ذلك فإن السلطات التركية تكافح بشكل مستمر تلك الظواهر وتعمل على محاسبة المخالفين والاستغلاليين.
ومؤخراً فتح مكتب المدعي العام في قونيا تحقيقاً ضد 42 شخصاً يعملون في العقارات ومن أصحاب المنازل الذين رفعوا إيجاراتهم بشكل مفرط وباهظ.
ولطالما حذر مسؤولون ورؤوساء بلديات من أي استغلال ورفع للأسعار سواء للإيجارات أو المواد الرئيسية ووعدوا بأن كل مخالف سينال جزاؤه بشكل صارم.
منازل تركيا.. الارتفاع الفجائي لا ينتهي!
لا ينتهي الرفع الفجائي للإيجارات منذ سنوات وقد لا تستغرب أن تجد إعلاناً لإيجار منزل بسعر يصل شهرياً لنحو 20 و 25 ألف شهرياً بل وحتى أكثر من ذلك.
وعبر موقع sahibinden بإمكانك التأكد من ذلك عبر بحث بسيط عن منازل للإيجار ضمن الولايات الكبرى في تركيا والأحياء الشهيرة فيها.
وحتى ضمن الأحياء الفقيرة قد تجد منازل غير صالحة حتى لسكن الحيوانات معروضة للإيجار بأسعار لا يقبلها عقل.
وتجدر الإشارة إلى أن موقع المنزل وجودته من الداخل لطالما كانت تلعب دور في تحديد سعره إلى جانب قربه من المواصلات العامة وتاريخ بنائه.
لكن اليوم بات كل شيء مختلف، فالأسعار تكاد تكون مرتفعة ضمن جميع المنازل سيئة كانت أم جيدة بتفاوت ضئيل جداً مقارنة بالفرق الذي كان عليه الأمر في الماضي.