ركوة – منذ زلزال عام 1999 أصدرت تركيا قراراً بإحداث شركات تأمين الكوارث الطبيعية التي تعرف باختصار DASK بهدف تخفيف الأضرار وتعويض السكان وتقليل الأعباء عنهم، فما هي التعويضات التي تقدمها للمتضررين من الزلازل؟
ويبحث الكثيرون عن مختلف أنواع التعويضات والمساعدات التي تقدمها الحكومة التركية سواء لمواطنيها أو الأجانب بعد زلزال كهرمان مرعش الأخير والزلازل التي تبعتها وسط وجنوبي تركيا.
الأكاديمي الباحث في الاقتصاد السياسي يحيى السيد عمر ذكر لركوة أن الحكومة التركية تقدم بشكل عام دعماً كاملاً للمُتضرِّرين من الزلزال.
ويأخذ التعويض أشكالاً مختلفة من تأمين منازل مُؤقَّتة لحين إعادة الإعمار، إلى تعويض خسائر الممتلكات وهو ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشيراً إلى أن أي خسارة سوف تعوض بحسب السيد عمر.
وأكد الباحث لركوة أن التعويض سيتمثل كذلك بما وعد به أردوغان من تصفير دُيون المتوفّين، وكلّ خسارات المزارعين والمُنْتِجين ستتكفَّل الدولة بتعويضها بالكامل، إضافةً لدعم ماليّ.
التعويضات التي تقدمها تركيا في الزلازل
ومن أبرز ما ذكره الباحث في الاقتصاد السياسي يحيى السيد عمر لمنصة ركوة حول تعويضات تركيا لمتضرري الزلازل:
- نظراً لطبيعتها الجيولوجية فإن تركيا من الدول ذات المستوى الخطر بالزلازل وهو ما دفع السلطات فيها لوضع تشريعات تضمن تعويضاً عادلاً للمتضررين.
- تتم التعويضات على مستويين الأول تعويض بموجب القانون عبر عقود التأمين وتعويضات أخرى حكومية من باب دور الدولة.
- وينظم تعويضات التأمين قانون دراسك الذي صدر بعد زلزال مرمرة المدمر سنة 1999 والذي تسبب بوفاة نحو 17 ألف شخص وشرد نصف مليون آخر.
- قانون التأمين ضد الزلازل الذي تتم إدارته من شركات تأمين الكوارث الطبيعية الخاصة المعتمدة حكومياً هو إلزامي على المواطنين ويبلغ الحد الأقصى للتعويض من التأمين نحو 240 ألف ليرة تركية.
- يرتبط مبلغ التعويض بموقع البناء ودرجة الدمار فيه وطبيعة عقد التأمين المبرم بين صاحب العقار والشركة.
الاستثمار ومبلغ التأمين
أبرز ما ذكره الباحث في الاقتصاد السياسي يحيى السيد عمر لمنصة ركوة حول تعويضات تركيا لمتضرري الزلازل:
- يطمأن ذلك المستثمرين الأجانب للاستثمار بسوق العقارات في تركيا وهو ما انعكس على نسبة المشتريات التي سجلت 67ألفاً و490 عقاراً العام 2022 بزيادة بلغت 15،2 بالمئة مقارنة بالعام الذي قبله 2021.
- مبلغ التأمين لم يحدد حتى اليوم بشكل دقيق لكن تراجع أسهم شركة تركيا سيغورتا للتأمين بنسبة 7% يشير إلى خسائر فادحة في البورصة التركية.
- نحو 54.7% من إجماليّ المساكن تحت مظلَّة التأمين، إذ بلغ عدد الوحدات السَّكنيَّة المُنهَارَة أو التي بحاجة لهدمٍ 520 ألف وحدة سكنيَّة.
- تؤكد الحكومة التركية أنها لن تترك أي مواطن وحيداً وستعوض أي متضرر دون تكبيده أي أعباء مالية.
وإلى جانب ما سبق ذكر الباحث الاقتصادي يحيى السيد عمر لركوة أن الحكومة التركية سبق و أعلنت عن تقديم حزم واسعة من الدعم للمتضررين.
ومن تلك الحزم تصفير قروض المتوفين وإعفاء المتضررين عن أي أقساط للبنوك لمدة 6 أشهر ومنح كل أسرة 15 ألف ليرة تركية وتعويض المستأجرين بألفي ليرة شهرياً إلى جانب تخصيص 100 مليار ليرة لإعادة البناء.
وكان البنك الدولي قد قدر حجم الأضرار المادية الناجمة عن زلازل جنوبي تركيا التي بدأت أوائل شهر شباط/فبراير 2023، بنحو 34.2 مليار دولار أو 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021.